زينب رمضان
عدد المساهمات : 109 الامتيازات : 319 الرتبة : 5 تاريخ التسجيل : 26/09/2013 العمر : 34
| موضوع: إيمان سيدنا اسماعيل وحقيقة الكبش الخميس أبريل 10, 2014 7:38 pm | |
| [frame="9 10"] [size="5"]عندما ترك سيدنا إبراهيم السيدة هاجر وابنها فى الصحراء ومشى دار هذا الحوار ، قالت له: يا إبراهيم لمن تتركنا هاهنا؟ فلم يجبها ، فكررت السؤال مرتين ولم يجبها فقالت في الثالثة: أالله أمرك بهذا؟ قال : نعم ، قالت: إذن لا يضيعنا ، فلم تنازعه ولم تحاكمه ولم تشاتمه ولم تقل له لائمة وهو حقها ، لم تتركنا في هذا المكان الذي لا زرع فيه ولا ماء فيه ولا أنيس فيه؟ لكنه علمها أن الله لا يضيع أهل الإيمان بالله ، ولذلك عندما نفذ زادها ونفذ ماؤها وجاع صبيها واحتارت في رضاعه ، أخذت تمشي مهرولة بين الصفا والمروة وهي مسرعة تبحث له عن ماء ، وأخيراً وجدت الطيور فوقه فخشيت عليه فأسرعت إليه فوجدت الماء قد نبع من تحت قدميه وجبريل أمين وحي السماء يقف بجواره يحرسه من طغيان الماء ، لأن الماء فار ولو ترك الوليد لغرق في هذا الماء الذي خرج من هذه الأرض فأخذت تزمه وتقول زمى زمى وقال لها الأمين جبريل: يا أمة الله لا تخشي الضيعة فإن الله قيض لهذا الوليد وأبيه أن يبنيا بيتاً لله في هذا المكان ، فاطمأنت إلى صنع الله وعلمت أن اللهلا يضيع من اعتمد عليه في أي شأن وفي أي أمر مهما انقطعت الأسباب ، لكن باب مسبب الأسباب يحل كل المشاكل في الوقت والحين لأنه يرزق من يشاء بغير حساب ثم إن الغلام كان أول درس لقنه له أبوه هو الإيمان ، هل يوافق ولد على أن يقوم أبوه بذبحه ويستسلم له ولا ينازعه؟ وهل يجرأ والد أن يشاور ولده في ذبحه؟ بل إنه إذا أراد ذبحه يأخذه على غرة وفجأة ولا يشاوره لأنه يعلم مسبقاً أنه لن يرضى بهذا الصنيع ، لكن الأستاذ العظيم في الإيمان في الله يعلم أن تلميذه النجيب في درس الإيمان بالله سيستسلم معه لأمر الله فقال له كما قال كتاب الله {يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى} الصافات102 لو قال له إن الله أمرني بذبحك لكان هذا سهلاً على الغلام أن يصدق به ويستسلم له ولو قال إن وحي السماء وأمير الوحي نزل بكتاب من الله يأمرني بذبحك لكان عليه أن يصدق ويستسلم لأمر الله لكن البلاء شديد ، قال {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} الصافات102 ماذا قال الغلام الذي تعلم درس الإيمان؟ {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} الصافات102 من الذي عرف الغلام أن ذلك أمر وأن رؤيا الأنبياء وحي وأنها أمر من الله؟ ثم انقلب الولد وإذ به هو الذي يسدي النصيحة لأبيه ويخاف على أبيه من أن يتقاعس في تنفيذ أمر الله ، الولد الذي سَيُذبح هو الذي يقول لأبيه يا أبت اشحذ المدية يعني حمي السكين جيداً واربطني جيداً بالحبال وكبني على وجهي حتى لا تنظر إلى وجهي فتأخذك الشفقة في تنفيذ أمر الله وانزع القميص عنى حتى لا يقع عليه الدم فتراه أمي فتحزن ، الولد الذي سَيُذبح هو الذي ينصح الأب؟ نعم لا عجب لأنه الإيمان بالله الدرس الأول الذي علمه له أباه ، هو درس الإيمان بالله وفي الله ، ولما أوثقه وكتفه بالحبال قال: يا أبت ماذا تقول عني الملائكة أتقول أنى خائف من تنفيذ أمر الله؟ فك الحبال عني ولن يتحرك مني عضو ولن يضطرب مني عضو لأني سأستسلم لأمر الله ، فقد رأى أن الربط بالحبال يناقض التسليم الذي قال فيه المولى الكريم {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ{103} وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ{104} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{105} الصافات فوضع إبراهيم السكين على رقبته ولم تقطع حتى أن الله أمره أن يحدثها فقال لها : مالك يا سكين لا تقطعي عنق إسماعيل؟ فأنطقها الله وقالت له : وما للنار لم تحرق جسدك يا إبراهيم؟ وهنا نزلت العناية الإلهية وفداه الله بذبح عظيم كبش نزل من الجنة ، وهل الجنة فيها مراعي ترعى فيها الكباش؟ إن الجنة يقول فيها الحَبيب {فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر}{1} والكبش تراه العين ، لكنه هو الكبش الذي قدمه هابيل عندما حدث خلاف بينه وبين أخيه قابيل ، وكان هابيل يرعى الأغنام فقدم كبشاً ثميناً ، وكان قابيل يشتغل بالزراعة فقدم زرعاً رديئاً ، فنزلت سحابة من السماء أخذت الكبش وصعدت به إلى السماء وأودعته في الجنة ، وظل في الجنة حتى نزل فداءاً لإسماعيل على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم السلام كان هذا المنهج النبوي هو الذي عليه الحبيب وصحبه الكرام فكانت زوجاتهم وبناتهم وأبناؤهم كلهم على تقوى من الله فكانت البنت إذا خرج أبيها في الصباح لطلب الأرزاق هى التي تقول له : يا أبتاه تحرى لنا رزقاً حلالاً فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار وكان الرجل يمشي في الأرض ليس عليه شاهد إلا خالق السموات والأرض ، ويستحي من الله أن يراه الله واقعاً في معصية تغضب الله ، فكانت المدينة المنورة في حياة آمنة مطمئنة هانئة ، لا يوجد فيها مشاكل ولا منازعات ولا خلافات بين الأفراد ولا بين الأسر ولا بين العائلات ، لأن قلوبهم كانت عامرة بالإيمان بالله ذهب سيدنا أنس بن مالك في جولة تفقدية إلى البصرة ليرى فيها أحوال المسلمين فوجد الغش في الأسواق والفساد في المعاملات ومثل هذه الأشياء وقد امتلأ بها هذا المجتمع فذهب إلى المساجد فوجدها عامرة بالمصلين ونظر إلى الكتاتيب فوجدها مليئة بالصبيان الذين يحفظون كتاب الله عن ظهر قلب فاختبرهم فوجدهم مع شدة حفظهم لكتاب الله يكذبون وينافقون ولا يتورعون فقال : "كنا نتعلم الإيمان قبل القرآن وأنتم تتعلمون القرآن قبل الإيمان" كانوا يتعلمون الإيمان أولاً فإذا تعلموا القرآن راقبوا حضرة الرحمن ، ونحن والحمد لله القرآن في كل ربوع بلادنا يتلى وما أكثر حفاظه وما أكثر التالين له والقارئين له والمساجد عامرة ، لكننا نحتاج لكي نرتاح في بيوتنا ونطمئن على أولادنا ، ولا يحدث ما يفسد العلاقات التي بيننا وبين زوجاتنا أو بيننا وبين إخواننا ، إلى أن نوثق الصلة التى في قلوبنا بالله فهذا هو العلاج الوحيد لما تفشى في مجتمعنا من أمراض أخلاقية وأحوال نفاقية ، وأمور استعصت على الحل بالقرارات الوزارية والقوانين الدستورية ، فإنه لا يصلحها إلا تعلق القلوب بعلام الغيوب عز وجل [/size] [SIZE="3"]{1} مسند بن حنبل و المستدرك عن ابن سعد[/SIZE] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][SIZE="5"][URL="http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=word&fn=Book_kayfa_yoheboka_allah.doc&id=5"]منقول من كتاب {كيف يحبك الله} اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً[/URL][/SIZE] [/frame] | |
|
اللحيدان
عدد المساهمات : 131 الامتيازات : 133 الرتبة : 5 تاريخ التسجيل : 25/04/2014
| موضوع: رد: إيمان سيدنا اسماعيل وحقيقة الكبش الجمعة أبريل 25, 2014 5:29 pm | |
| | |
|