أهم ركن ، وأول ركن في
منهج القرب من الله ، ونيل محبة الله ، الصلاة لوقتها
{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} البقرة238
وقانتين يعني عابدين ، ولكن بعد المحافظة على الصلاة ، وأي زيادة في العبادات ، وفي الأعمال الصالحات ، لا تصحُّ ولا تجوز إلا بعد إحكام الأساس الأول ، وهو المحافظة على الفرائض في وقتها ، والمحافظة على الصلاة تعني أن العبد يتجهز ، ويتأهل للصلاة ، وينتظر الآذان في بيت مولاه عز وجل ولا ينتظر حتى يؤذن المؤذن ، ويذهب ، لأنه بذلك سيذهب غير متأهل ؟ولذلك تجد جُل الصالحين ، لا يؤذن عليهم الآذان إلا وهم في بيت الله ، مترقبين الصلاة ، وقد قال
صلى الله عليه وسلم {لاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاَةَ لاَ يَمْنَعَهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ انْتِظَارُ الصَّلاَةِ}[1]
لماذا؟ لأنني إذا تكلمت مع فلان أو فلان ، وأذن المؤذن ، سأذهب وأنا مشغول بما قيل ، وأفكر فيما أقول ، فكيف إذاًَ يكون شكل هذه الصلاة ؟ لكنني قبل الصلاة يجب علىَّ أن أقطع كل الشواغل الكونية ، وكل المشاغل الدنيوية ، وأتطهَّر ظاهراً وباطناً ، وأذهب إلى بيت ربي ، وأشغل الدقائق المتبقية بذكر الله ، والاستغفار لله أو بتلاوة كتاب الله ، أو
بالصلاة والتسليم على سيدنا رسول اللهفيتجهز القلب للقاء مولاه والمناجاة ، وهذه هي
صلاة الأوابين ، إذن لا بد وأن يجهز نفسه قبل الصلاة ، وكان يقول في ذلك
الإمام سعيد بن المسيب رضي الله عنه :
"بقى لي أربعين عاماً ما أذن علىَّ المؤذن إلا وأنا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه من الذي كان يصلي بجوارك ؟ قال : " بقي لي أربعون عاما أصلي ، وما حدثت نفسي يوماً بمن على يميني ولا من على شمالي " ، وذلك لأنه مشغول بالله
قبلة .العارفين حال .الصلاة وجه مولى منزهاً عن جهات
وهموا قبلة.له إذ يصلي بحنان عليهموا.للنجاة
فصلاة له ومنه عليهم أخرجتهم فضلاً من الظلماتإذاً الفرائض في وقتها ، وخاصة الصلاة الشهودية ، التي قال فيها رب البرية
{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً} الإسراء78
إنها صلاة شهود وجه الله ، وشهود أنوار حَبيبه ومُصطفاه ، وشهود كنوز فضل الله ، وشهود خزن عطاءات الله وهي تفتح لعباد الله ، لأنه وقت توزيع الأرزاق الحسية والمعنوية على الصالحين من عباد الله ، ويكفي فيها قول الحَبيب المًُصطفى صلى الله عليه وسلم
{من صلى لله أربعين يوماً في جماعةٍ يدرك التكبيرةَ الأُولى ، كُتِبَ لهُ براءَتَان: بَراءَةٌ مِنْ النَّارِ، وبراءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ} وفى رواية {من صلَّى الفجر في جماعة}[2]
وهذا تعهد من الحَبيب المَحبوب ،
وقد كنا في رمضان محافظين على الفجر في وقته ، وفي الأعمال كان أغلبنا يتوضأ ويتجهز قبل آذان الظهر لكي يصلي الظهر ، وكنا محافظين على المواعيد ، لماذا كان ذلك في رمضان فقط ؟
نحن يا أحباب
لسنا رمضانيين - أي موسميين –
ومن معه عقد موسمي فليس له شيء عند الله ، فرمضان كشعبان وشوال بالنسبة لفرائض الله لأن ذلك هو باب الفتح الأعظم من الله للصالحين من عباد الله فيلزم أن نحافظ على الفرائض في وقتها ، والفرائض كما وضحت ؛ يلزم أن يتجهز لها المؤمن قبل الآذان
[SIZE="3"]
{1} عن أَبي هُرَيْرَةَ رضيَ اللَّهُ عنهُ في .جامع الأحاديث و المراسيل
{2} سنن الترمذي عن أنسٍ بنِ مالكٍ رضي الله عنه[/SIZE]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][SIZE="5"][URL="http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php?ft=word&fn=Book_kayfa_yoheboka_allah.doc&id=5"]منقول من كتاب {كيف يحبك الله}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً[/URL][/SIZE]